Obesity (Arabic Article)
يهدف علاج السمنة إلى الوصول إلى الوزن الصحي والحفاظ عليه. وذلك يحسِّن الحالة الصحية بوجه عام، ويقلل من مخاطر حدوث مضاعفات متعلقة بالسمنة.
قد تحتاج إلى التعاون مع فريق من اختصاصيي الرعاية الصحية؛ ويشمل اختصاصي نُظم غذائية أو استشاري سلوكي أو اختصاصي سمنة، لمساعدتك في فهم وإجراء تعديلات على عاداتك الغذائية وأنشطتك الحياتية.
عادةً ما يهدف العلاج الأوَّلي إلى إنقاص الوزن بنسبة بسيطة تتراوح بين 5% و10% من وزن الجسم الإجمالي. ويعني ذلك أنه إذا كان وزنك 200 رطل (91 كغم)، فستحتاج إلى إنقاص حوالي 10 إلى 20 رطلاً (4.5 إلى 9 كغم) من وزنك فقط لتبدأ صحتك في التحسن. ولكن كلما زاد الوزن الذي تفقده، زادت الفوائد التي تجنيها.
تتطلب كل برامج إنقاص الوزن إجراء تغييرات على العادات الغذائية وزيادة الأنشطة البدنية. ولكن تعتمد طرق العلاج المناسبة لك على مستوى إصابتك بالسمنة وصحتك في المجمل وقوة إرادتك للمشاركة في خطة إنقاص الوزن.
التغييرات في النظام الغذائي
من المهم تقليل السعرات الحرارية وممارسة عادات غذائية أكثر صحة لعلاج السمنة. وعلى الرغم من إمكانية إنقاص الوزن بسرعة في البداية، فإن فقدان الوزن بمعدل ثابت على مدى زمني طويل يُعد الطريقة الأكثر أمانًا لإنقاص الوزن وأفضل الطرق للتخلص منه نهائيًّا.
لا توجد طريقة مثلى لإنقاص الوزن. اختَر طريقة تحتوي على طعام صحي تشعر بأنه مناسب لك. تشمل التغييرات في النظام الغذائي لمعالجة السمنة ما يلي:
- خفض السعرات الحرارية.مفتاح إنقاص الوزن هو تخفيض عدد السعرات الحرارية التي تستهلكها. وأول خطوة هي مراجعة عادات الأكل والشرب العادية الخاصة بك لمعرفة عدد السعرات الحرارية التي تستهلكها في العادة وكيفية تقليلها. بالاشتراك مع طبيبك يمكنك تقرير عدد السعرات الحرارية التي تحتاج إلى استهلاكها يوميًّا لإنقاص الوزن، ولكن الكمية العادية من 1200 إلى 1500 سعر حراري للنساء ومن 1500 إلى 1800 للرجال.
- الشعور بالامتلاء عند تناول القليل من الطعام.تحتوي بعض الأطعمة مثل الحلوى والسكاكر والدهون والأغذية المعالجة على كمية كبيرة من السعرات الحرارية في جزء صغير منها. على العكس من ذلك، تقدم الفواكه والخضراوات كميات طعام أكبر بسعرات حرارية أقل. عن طريق تناوُل كميات أكبر من الأطعمة ذات السعرات الحرارية الأقل، فإنك بذلك تقضي على آلام الجوع، وتستهلك سعرات أقل وتشعر بالرضا أكثر عن وجبتك، مما يساهم في مدى شعورك بالرضا عمومًا.
- تفضيل الخيارات الصحية.لجعل نظامك الغذائي في المُجمل صحي بدرجة أكبر، تناول المزيد من الأغذية النباتية مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة. وركز أيضًا على مصادر البروتين خفيفة الدهن، مثل البقوليات والعدس والصويا واللحوم قليلة الدهن. إذا كنت من محبِّي السمك، فحاول تضمين السمك في وجباتك مرتين أسبوعيًّا. قلِّل من تناول الأملاح والسكر المُضاف. كُلْ كميات صغيرة من الدهون وتأكَّد من أنها من مصادر مفيدة لصحة القلب، مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا وزيوت المكسرات.
- التقليل من أطعمة محددة.تشترط بعض الأنظمة الغذائية التقيّد بكميات مجموعات معينة من الأغذية، مثل الكربوهيدرات العالية أو الأطعمة الغنية بالدهون. فاستشر طبيبك بشأن خطط الأنظمة الغذائية الأكثر فعالية، وأيها يناسبك بشكل أكبر. فتناوُل المشروبات المحلاة بالسُّكر يؤدي بالتأكيد إلى اكتساب سعرات حرارية أكثر مما تستهدفه. وتقليل هذه المشروبات أو الامتناع عنها بداية جيدة لخفض السعرات الحرارية التي تحصل عليها.
- بدائل الوجبات.تقترح هذه الخطط استبدال وجبة أو وجبتين بالمنتجات المكوّنة لها، مثل المخفوقات أو قوالب الوجبات منخفضة السعرات الحرارية، بالإضافة إلى تناوُل الأطعمة الخفيفة الصحية بين الوجبات مع تناول وجبة ثالثة صحية ومتوازنة منخفضة الدهون والسعرات الحرارية. يمكن أن يساعدك هذا النظام الغذائي على المدى القصير في إنقاص الوزن. لكن هذا النوع من الأنظمة الغذائية غالبًا لن يعلمك كيفية تغيير نمط حياتك في المجمل. لذا، عليك المحافظة على هذا النظام إذا كنت لا ترغب في اكتساب الوزن مرة أخرى.
احترس من الحلول السريعة. قد تغريك الأنظمة الغذائية الرائجة التي تَعِدُ بإنقاص الوزن بسرعة وسهولة. الحقيقة، أنه لا توجد أطعمة سحرية أو حلول سريعة. قد تساعد الأنظمة الغذائية الرائجة على المدى القصير، ولكن لا يبدو أن النتائج الطويلة المدى أفضل من الأنظمة الغذائية الأخرى.
كذلك قد تفقد الوزن مع الأنظمة الغذائية القاسية، ولكن من المحتمل اكتسابه مرة أخرى عند وقف هذه الأنظمة الغذائية. ولإنقاص الوزن وعدم اكتسابه مرة أخرى، يجب اتباع عادات الأكل الصحي التي يمكنك الحفاظ عليها بمرور الوقت.
ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة
من العوامل الأساسية لعلاج السمنة زيادة الأنشطة البدنية أو ممارسة التمارين الرياضية كالتالي:
- ممارسة التمارين الرياضية: يحتاج الأشخاص المصابون بالسمنة إلى أداء أنشطة بدنية متوسطة الشدة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة في الأسبوع لتجنب اكتساب المزيد من الوزن أو الحفاظ على معدل فقدان الوزن بكميات بسيطة. وغالبًا ما يستلزم الأمر زيادة مدة التمارين الرياضية تدريجيًّا كلما تحسنت القدرة على التحمل واللياقة.
- استمر في الحركة: على الرغم من أن التمارين الهوائية المنتظمة هي الوسيلة الأكثر فعالية لحرق السعرات الحرارية والتخلص من الوزن الزائد، إلا إن أي نوع من الحركة يساعد بدوره في حرق السعرات الحرارية، كأن تصفّ السيارة بعيدًا عن مدخل المتجر، وأن تستخدم الدَّرَج بدلاً من المصعد. ويمكن استخدام عداد الخطوات لتتبع عدد الخطوات التي تتحركها على مدار اليوم. فالعديد من الأشخاص يستهدفون الوصول إلى 10 آلاف خطوة في اليوم. فمن الممكن زيادة عدد الخطوات اليومية تدريجيًّا للوصول إلى ذلك الهدف.
التغييرات السلوكية
من الممكن أن يساعدك برنامج لتعديل السلوك في إدخال تغييرات على نمط حياتك وإنقاص الوزن ثم تثبيته عند المستوى المطلوب. وتشمل الخطوات التي يمكن اتخاذها مراجعة عاداتك الحالية لمعرفة العوامل أو مسببات الإجهاد أو المواقف التي ربما تكون قد أسهمت في إصابتك بالسمنة.
- الاستشارات.يمكن أن يساعد الحديث مع اختصاصي صحة عقلية على التعامل مع الاضطرابات الانفعالية والسلوكية المرتبطة بتناول الطعام. ويمكن أن يساعدك العلاج على فهم سبب الإفراط في تناول الطعام والتعرف على طرق صحية للتأقلم مع القلق. يُمكنكَ أيضًا تعلُّم كيفية مراقبة نظامكَ الغذائي ونشاطكَ وفَهْم محفِّزات الأكل وكيفية التعامل مع الرغبة الملحَّة لتناوُل بعض أنواع الطعام. ويمكن تقديم الاستشارات إما فرديًا أو في مجموعات.
- مجموعات الدعم.قد تجد الصداقة الحميمة والتفاهم في مجموعات الدعم حيث يُشارككَ الآخرون نفس التحدِّيات التي تُوجِّهها فيما يخص السِّمنة. راجع طبيبك أو المستشفيات المحلية أو البرامج التجارية لإنقاص الوزن من أجل معرفة مجموعات الدعم الموجودة في منطقتك.
أدوية إنقاص الوزن
تُستخدم أدوية إنقاص الوزن إلى جانب تعديل النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتغيرات السلوكية، وليست بديلاً عنها. وقبل اختيار الدواء، سيأخذ الطبيب في الاعتبار تاريخك الصحي، بالإضافة إلى الآثار الجانبية المحتملة.
تضمّ أكثر الأدوية استخدامًا في علاج السمنة، والمعتمدة لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ما يلي:
- بوبروبيون-نالتريكسون (Contrave)
- ليراغلوتايد (Saxenda)
- أورليستات (Alli، Xenical)
- فنترمين-توبيراميت (Qsymia)
لا تناسب أدوية إنقاص الوزن جميع الأشخاص، وقد يتلاشى مفعولها مع مرور الوقت. وعندما تتوقف عن تناول دواء إنقاص الوزن، قد تستعيد الكثير من الوزن أو كل الوزن الذي فقدته.
إجراءات التنظير الداخلي لفقدان الوزن
لا تتطلب هذه الأنواع من الإجراءات إحداث أي شقوق جراحية في الجلد. فبعد أن تخضع للتخدير، تُدخَل أنابيب وأدوات مرنة عبر فمك مرورًا بالحلق ووصولًا إلى المعدة. وتشمل الإجراءات الشائعة ما يلي:
- تكميم المعدة بالتنظير الداخلي.يتضمن هذا الإجراء إحداث غُرز جراحية في المعدة لتقليل كمية الطعام والسوائل التي يمكن أن تحتفظ بها المعدة في آن واحد. وبمرور الوقت، يساعد تقليل كميات الطعام والشراب إلى إنقاص وزن الشخص العادي.
- بالون المعدة لإنقاص الوزن.في هذا الإجراء، يُدخِل الأطباء بالونًا صغيرًا داخل المعدة. ثم يُملأ هذا البالون بالماء لتقليل المساحة المتاحة في المعدة، وبذلك تشعر بالشبع بعد تناول كمية أقل من الطعام.
جراحة إنقاص الوزن
تحُد جراحة إنقاص الوزن، أو ما يُعرف أيضًا باسم جراحة السُمنة، من مقدار الطعام الذي يُمكنك تناوُله بارتياح، أو تُقلّل امتصاص الطعام والسعرات الحرارية. لكن هذه العملية قد تؤدي إلى نقص التغذية والفيتامينات.
تشمل جراحات إنقاص الوزن الشائعة ما يلي:
- ربط المعدة القابل للتعديل.في هذا الإجراء، تُفصل المعدة إلى جيبين بواسطة شريط قابل للنفخ. ثم يسحب الجراح الشريط بإحكام مثل الحزام لتكوين قناة دقيقة تصل بين الجيبين، حيث يعمل الشريط على منع تمدُّد الفتحة، وهو مصمّم عمومًا ليبقى في مكانه مدى الحياة.
- جراحة تحويل مسار المعدة.في جراحة تحويل مسار المعدة (مجازة التفاغر المعوي على شكل Y)، يفتح الجرّاح جيبًا صغيرًا في الجزء العلوي من المعدة. ثم يتم قطع الأمعاء الدقيقة من تحت المعدة الرئيسية بمسافة قصيرة وتُربط بالجيب الجديد. فيتحرّك الطعام والسوائل مباشرة من الجيب إلى داخل هذا الجزء من الأمعاء، ويتجاوز معظم أجزاء المعدة.
- تكميم المعدة.في هذه العملية، تتمُّ إزالة جزء من المعدة؛ مما ينشئ حيزًا أضيق للاحتفاظ بالطعام. وتتميز هذه الجراحة بأنها أقل تعقيدًا مقارنة بجراحة تحويل مسار المعدة.
يعتمد نجاح إنقاص الوزن بعد الجراحة على الالتزام بتعديل نمط الحياة فيما يتعلّق بالعادات الغذائية والرياضية.
العلاجات الأخرى
تشمل علاجات السُمنة الأخرى:
- الهلام المائي.تتوفر هذه الكبسولات بوصفة طبية، وهي سهلة البلع وتحتوي على جسيمات دقيقة تمتص الماء ليزداد حجمها في المعدة لمساعدتك على الشعور بالشبع. ويُنصح بتناول الكبسولات قبل الوجبات، وتخرج من الأمعاء مع البراز.
- إحصار العصب الـمُبهَم.يشمل هذا الإجراء زرع جهاز أسفل جلد البطن يرسل نبضات كهربية متقطِّعة إلى العصب الـمُبهَم في البطن، المسؤول عن إبلاغ المخ عند شعور المعدة بالجوع أو الشبع.
- رُشافة المعدة.في هذا الإجراء الجراحي، يُوضع أنبوب عبر المعدة وصولاً إلى البطن. تُفرَّغ محتويات المعدة جزئيًا من خلال عملية الإخراج بعد كل وجبة.